قسم الجغرافيا-كلية التربية الاساسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جغرافية صناعية

اذهب الى الأسفل

جغرافية صناعية Empty جغرافية صناعية

مُساهمة من طرف د.محمد الموسوي الأربعاء أكتوبر 11, 2017 8:26 pm

جغرافية الصناعة Industrial Geography
علم الجغرافيا الذي يهتم بدراسة الترابط بين الأشياء في الحيز المكاني (الإقليم وسواه) . وباعتبار الإنسان عنصر أساسي من عناصر المكان المتأثرة والمؤثرة فيه، فإن أنشطته المتنوعة تمثل الموضوعات الأساسية للدراسات الجغرافية العامة وفروعها .
عرف الإنسان الصناعة منذ أمد بعيد. ومنذ العصور الحجرية فيما قبل التاريخ جهد الإنسان لصنع أدواته وأشياءه، إلا أن جغرافية الصناعة كعلم تأخر ظهوره عن غيره من فروع علم الجغرافيا. وإذا كانت الكشوف الجغرافية قد مهدت لتطور سريع في علم الجغرافيا، فإن الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر كانت أكبر حافز لظهور جغرافية الصناعة كعلم يهتم بدراسة نشاط الإنسان الصناعي من الوجهة الجغرافية.
- أهمية جغرافية الصناعة :
تنبع أهمية هذا الحقل العلمي من الموقع المتميز الذي تحتله الصناعة على وجه العموم ودورها في التأثير إيجابياً في حياة الشعوب . وتتعزز تلك الأهمية لجغرافية الصناعة من خلال المجالات التي يمكن أن تتناولها بالبحث والاستقصاء ضمن حقلها . وإذا ما أخذنا بالاعتبار توفر إمكانية كبيرة للارتقاء بالبحوث والدراسات في هذا المجال من الجانب النظري البحت الى ميدانه التطبيقي الرحب، فإن هذا يؤكد المكانة اللائقة لهذا الحقل العلمي .
لقد بقيت الدراسات الجغرافية عامة مدة طويلة أسيرة البحث النظري المجرد حتى جاء القرن العشرون ليرتقي بتلك الدراسات وليمنحها أمكانية التطبيق والإفادة منها في جوانب شتى من حياة الإنسان : المادية المباشرة وغير المادية . وكان لجغرافية الصناعة دور بارز في هذا الاتجاه . ولقد أسهمت الدراسات التطبيقية هذه في تعزيز مكانة جغرافية الصناعة خاصة وعلم الجغرافية عامة بين العلوم الأخرى .
- مناهج البحث في جغرافية الصناعة
تستمد الفروع الجغرافية منهجيتها من فلسفة علم الجغرافيا القائمة على منهج التوزيع والتحليل والتركيب للظواهر التي تتقاسم المكان، ببيان علاقاتها المكانية وتفاعلها تأثراً وتأثيراً . ومنه يتبلور منهجان في الجغرافية الاقتصادية:-
أولهما : المنهج النظامي Systematic Approach، الذي يختص بدراسة ظاهرة اقتصادية واحدة، مؤكداً على أثر العوامل الجغرافية على هيكل الظاهرة وعملياتها وإنتاجها . وإذا كان البدء في هذا المنهج قد اقتصر على العوامل الطبيعية في أثر كل منها على الظاهرة، فإن الإضافات اللاحقة قد تضمنت العوامل البشرية أيضاً باعتبار أن قيمتها ليست منعزلة وهي متصاعدة الأثر بتزايد المستوى الحضاري للإنسان.
وثانيهما : المنهج المكاني Spatial Approach أو الإقليمي Regional وقد يعرف ببعدين الحيز الإقليمي أو القومي، ويختص بالهيكل المكاني للنشاط الاقتصادي قيد البحث في منطقة أو إقليم ودولة( ) وضمن هذا المنهج ظهرت اتجاهات جديدة في الجوانب التفصيلية للمنهج، منها دراسة الأنماط الإقليمية للنشاط الاقتصادي القائم( ) .
وباعتبار أن جغرافية الصناعة فرع من الجغرافية الاقتصادية، فإن الباحث فيها يلزم نفسه بالالتزام بأصول المنهج العلمي للجغرافية الاقتصادية وعلم الجغرافيا بوجه أشمل .
ومع استمرار محاولات تطوير مناهج البحث الجغرافية عامة وفي جغرافية الصناعة خاصة، والى صياغة مناهج عدة في الأدبيات في الدول الصناعية، إلا أننا يمكن أن نجمل صياغتها بمنهجين رئيسين هما :-
الأول : المنهج النظامي الذي يتم بموجبه اختيار صناعة محددة أو فرع صناعي، ثم يطبق المنهج الجغرافي العام بشأن دراستها وتحليل مقومات موقعها (المواد الأولية، السوق، رأس المال، الأيدي العاملة ) ، ومقومات موضعها (الأرض، المياه، اتجاهات الريح، ...) . ومن الممكن أن يعبر عن هذا المنهج بكونه منهجاً سلوكياً Behavioral يؤكد فيه على الطريقة التي تؤثر فيها المصانع أو الصناعة في التبدلات الموقعية، وتدرس القرارات الموقعية وأسباب اتخاذها ونتائجها . وفيه يمكن أن تدرس المصانع المنفردة أو مجموعة المصانع الصغيرة وخصائص الصناعة( ).
الثاني : المنهج المكاني أو الإقليمي وقد يدعى بالمنهج البنيوي Structural وفيه يتم تحليل عوامل التوطن المتاحة للتصنيع وكيفية إفادة الصناعة منها في إقليم معين يتم اختياره للدراسة، ومحاولة تحديد الصناعات التي تجد لها فرصاً أفضل للتوطن. وفيه يبحث أيضاً الهيكل الصناعي القائم بمصانعه وصناعاته. ومن الاتجاهات الحديثة في هذا المنهج دراسة الصناعة في المناطق المتروبولية، وأنماط الموقع الصناعي في إقليم أو دولة، النمو الصناعي، مشاكل الصناعة في مناطق معينة مثلاً( ).
- المعايير المستخدمة في جغرافية الصناعة
تستخدم في جغرافية الصناعة والبحث فيها عدة معايير أهمها :-
أولاً : عدد المصانع
ويقصد به عدد منشآت الصناعة القائمة. ويعد أسهل وأبسط المعايير. كما أنه متوفر غالباً ويسمح بتداوله، ألا أنه قد لا يتوفر في بعض الدول على مستوى الوحدات الإدارية الصغيرة. واستخدامه في قياس حالة الصناعة قد يعطي نتائج مضللة للاختلاف الكبير في حجوم المصانع، فبعضها يضم عاملاً واحداً وأخرى تضم آلاف العمال. لذا يفضل الاستعانة بمعيار آخر أو أكثر .
ثانياً : عدد العمال
وهو من أكثر المعايير شيوعاً في قياس حجم النشاط الصناعي ويسمح بنشر بياناته في غالبية دول العالم. وهو مؤشر جيد يعطي صورة واضحة عن النشاط الصناعي ألا أنه لا يعكس إنتاجية العامل التي تتباين من بلد لآخر، ومن صناعة لأخرى، بل ومن عامل لآخر، لاختلاف مستوى التقنيات المعتمدة ومستوى تأهيل العاملين وعوامل أخرى اجتماعية واقتصادية وصحية ودينية .
ثالثاً : قيمة الإنتاج
هي القيمة التقديرية لكل الإنتاج الصناعي خلال مدة زمنية محددة وغالباً ما تكون سنة واحدة. وإذا ما تم تلافي التغير الحاصل في قيمة العملة في حالتي التضخم والانكماش فإن قيمة الإنتاج الصناعي تعتبر مؤشراً جيداً لتطور أو تراجع الإنتاج الصناعي. ويعبر عنها أحياناً بقيمة المخرجات Output Value .
رابعاً : قيمة مستلزمات الإنتاج
ويعبر عنها أحياناً بقيمة المدخلات Input Value وتمثل كل تكاليف الإنتاج الصناعي خلال مدة زمنية معينة. وتتضمن مثلاً : كلف شراء المواد الأولية ومصادر الطاقة والمياه، كلف النقل، أجور العاملين الإجمالية بما تتضمنه من أجور مباشرة وحوافز وضمان ... الخ، الاندثار، كلف الصيانة، الضرائب، التعويضات، الإعلانات، ... الخ. وكما ورد في المعيار السابق فإن هذا المعيار هو الآخر يعد مناسباً في حال تلافي تغير قيمة العملة في حالة التضخم والانكماش.
خامساً : القيمة المضافة Value Add
وهي القيمة التي تضيفها العمليات الصناعية للمادة أو المواد الأولية المستخدمة في الإنتاج، ولحسابها لابد من اعتبار كل المعايير السابقة : قيمة الإنتاج وقيم مستلزماته. وهي الفرق بينهما، لذا تعد القيمة المضافة أحسن المعايير المستخدمة في دراسة النشاط الصناعي، إلا أن المشكلة في اعتبارها أحد أسرار الصناعة وقد لا يسمح بتداولها في كثير من الدول، كما تتردد بعض إدارات القطاع الخاص من البوح بها لعلاقتها بموقفهم المالي من إدارات الضرائب, وفي حسابها لابد من ملاحظة ما ورد في المعايير السابقة بشأن قيمة العملة .
سادساً : رأس المال المستخدم
ويتضمن مجموع ما تستخدمه الصناعة من رأس مال لتدوير العملية الإنتاجية واستمرارها خلال مدة الدراسة .
سابعاً : القدرة الحصانية
ويعبر عن الطاقات الإنتاجية للمصانع، وهو مرتبط بالطاقات التصميمية للمعدات الصناعية الداخلة في العملية الصناعية، وحالة تلك المعدات من حيث صلاحيتها للعمل وتقادمها الزمني وتوفر الصيانة اللازمة لها .
- مصادر البيانات في جغرافية الصناعة
تعتبر البيانات الرقمية ذات أهمية بالغة في الدراسات الجغرافية عامة، وفي جغرافية الصناعة خاصة، فالنشاط الصناعي يوزع وتحلل علاقاته المكانية، وقد يتم التوصل الى أنماطه القائمة اعتماداً على ما يتوفر من بيانات منشورة أو غير منشورة. صحيح أن الباحث قد يتمكن من وصف حالة النشاط من دون أرقام وبيانات، لكن ذلك الوصف سيكون غير دقيق وقاصر عن إعطاء صورة دقيقة وواضحة, وهذه الصورة يمكن الوثوق بها فقط عند اعتماد إحصاءات رقمية وافية.
توفر عدة جهات إحصاءات عن النشاط الصناعي أهمها :
أولاً : البيانات المنشورة
الإحصاءات العالمية. وهي الصادرة عن الأمم المتحدة أو دوائرها الفرعية، ومنها الكتاب السنوي، إحصاءات الصناعة الصادرة عن اليونيدو، إحصاءات الأغذية والزراعة الصادرة عن الفاو ...
الإحصاءات الإقليمية. وتتمثل في الإحصاءات الصادرة عن مجموعات دولية وبحسب أقاليم عملها مثل السوق الأوروبية المشتركة، الأوبك، الاوابك، الجامعة العربية ...
ج. الإحصاءات الدولية التي تصدر عن الدول، وتوفر بيانات وافية عن مختلف أوجه النشاط في الدول ذاتها ومنها الصناعة. وتقوم على إصدارها هيئات خاصة في الدول. وفي العراق يتولى الجهاز المركزي للإحصاء إصدار :
- المجموعة الإحصائية السنوية وقد بدأت بالصدور عام 1929/1930 وحتى الآن وتغطي معظم أوجه النشاط الاقتصادي والخدمي للبلاد.
- الإحصاءات النوعية كالإحصاء الصناعي والزراعي والنقل . كما وتقوم الوزارات وعدد من الجهات الأخرى بإصدار بيانات مماثلة عن النشاط الصناعي مثل وزارات الصناعة، اتحاد الصناعات العراقي، اتحاد الغرف التجارية والصناعية وغيرها .
ثانياً : البيانات غير المنشورة والتي يتم جمعها عن طريق الدراسة الميدانية (الاستبيان أو المقابلة أو كليهما) التي يجريها الباحث في الصناعة وفقاً لمناهج الدراسة في جغرافية الصناعة التي سبق الحديث عنها .


تمهيد
يصعب وضع تحديدات نهائية لمضامين مفاهيم ومصطلحات النشاط الصناعي لتباين وجهات النظر لدى الجهات المختصة في بلدان العالم، أو من قبل الباحثين أنفسهم واختلاف اتجاهات الإبداع الفردي، ولسبب تراكم المعرفة وتشعبها مع الزمن . كما يضيف هذا التراكم مفاهيم جديدة انسجاماً مع مسيرة التطور العلمي والإنساني , إلا أن ذلك لا يمنع بل قد يستدعي إيضاح عام لمضمون المصطلحات الرئيسة التي يتكرر استعمالها عند الحديث عن النشاط الصناعي وأبرزها
1.2. الصناعة Industry
1.1.2. تعريف الصناعة
وهي نشاط إنتاجي يستخدم فيه الإنسان بعضاً من عناصر الإنتاج، مستهدفاً إنتاج مواد جديدة، أو لجعل مواد أولية موجودة أكثر نفعاً أو قيمة للإنسان. ومع أن بعض الباحثين يعتقدون أن كلمة Industry تعني بالعربية حرفة يمارسها الإنسان في سبيل كسب معاشه( )، إلا إن آخرين يرون أنها تنحصر في الدلالة على الصناعة التحويلية( ). وفي العربية تعني الصناعة حرفة الصانع وعمله الصنعة( )، فيما أورد ابن خلدون إيضاحاً للصناعة بقوله: إن الصناعة ملكة في أمر عملي فكري، وبكونه عملياً فهو جسماني محسوس( ).
وتعرف الأمم المتحدة الصناعة بأنها تحويل مواد غير عضوية أو مواد عضوية بعمليات ميكانيكية أو بعمليات كيميائية الى منتجات أخرى، سواء أنجزت بآلات ميكانيكية تحركها قدرة أو أنجزت بالأيدي. وسواء أحدث إنتاجها في مصنع أم في ورشة أم في بيت. وسواء أبيعت لتاجر جملة أم بيعت لتاجر تجزأة . إلا أن هذا التعريف يشمل العمليات التي تقع ضمن الصناعات التحويلية فقط وهي التي يتم فيها تحويل أو تحوير في شكل أو طبيعة المادة الأولية ولا يأتي بالذكر على عملية استخراجها. فاستخراج النفط من باطن الأرض يعد صناعة وتصفيته وتحويله الى مشتقات نفطية صناعة أيضاً .
من جهة أخرى إن تعريف الصناعة لا يستثني النشاط الحرفي اليدوي لأنه لا يحدد طريقة التصنيع وأسلوبه، كما لا يحدد طريقة للبيع بعينها، فهو يضمها جميعاً تحت نشاط الصناعة. وعند الرجوع الى دليل النشاط الاقتصادي المعدل لسنة 1968 الوارد في التصنيف الدولي للنشاط الاقتصادي ISIC ظهر أنه يجعل النشاط الصناعي عامة يدل على الحالات الثلاث الآتية :-
أولاً : استخراج الخامات من باطن الأرض أو سطحها، وتقطيع الأحجار ويدعى بالصناعة الاستخراجية Extractive Industry .
ثانياً : الصناعة التحويلية Manufacturing Industry .
ثالثاً : الخدمات الصناعية Industrial Services وتضم إنتاج الطاقة الكهربائية وتنقية المياه وتوزيعها وخدمات التصليح التي تخدم الصناعة وتكملها .
وبهذا فإن النشاط الصناعي مفهوم واسع يشير الى جملة من العمليات التي يقوم بها جماعة من الصناع لاستخراج أو تحوير مواد أولية موجودة أو لإنتاج مواد جديدة بهدف إشباع رغبات الإنسان مستخدمين طرقاً ووسائل متنوعة، ضمن عملية إنتاجية تربط بين عناصر الإنتاج وتجمعها مكانياً .
نشأة الصناعة وتطورها
ارتبط ظهور النشاط الصناعي بوجود الإنسان نفسه زماناً ومكاناً، فمنذ خلقه عمل الإنسان على توفير قوته وحماية نفسه ما استدعى استخدامه لوسائل وأدوات توفر غاياته مما وفرته الطبيعة منها. غير أنه عمد إلى تحسينها لاحقاً ثم إلى صنعها بعدئذ. وقد حقق إنجازات هامة على هذا الطريق عندما تحول من التجوال والترحال نحو الاستقرار والاستيطان. وكانت أولى هذه الإنجازات صنعه الفؤوس والسكاكين ثم الأواني فألواح الكتابة. واستخدم لهذا الغرض مواد أولية من محيطه كالحجر الصلب والطين والخشب وأنواع النبات. وكان من يستخدمها يحاول صنعها بنفسه، وفي محيط عائلته، ولكن مع التقدم الذي كان يحرزه الإنسان أخذ يتميز من بين أفراده من يتمتعون بمهارات خاصة في صنع هذه الأدوات، فكانت هذه تمثل أولى مراحل التخصص الذي قاد إلى انجاز قفزة هامة في مجال صناعة الفخار والملابس والعجلات، مما كان له أثر بالغ فيما تلاها من تطور حضاري شمل أوجه حياة الإنسان برمتها .
أن معرفة الإنسان الكتابة إنما قامت على ما أنجزه في مجال صناعة الفخار أولاً. وتطور نقله واتصاله إنما يعود إلى ما اخترعه في مجال صنع العجلات. وما أنجزه في ميدان الحرب . وصنعه آلات القتال بني على معرفته المعادن وأساليب تعدينها وتصنيعها .
استمر الإنسان يحقق نجاحات متواصلة في صناعة ما يحتاجه من آلات وأدوات، وتطلب منه ذلك زمناً طويلاً، وحصل كل ذلك في مناطق استقراره الرئيسة في وادي الرافدين والنيل وبلاد الصين. وكان لسكان وادي الرافدين قصب السبق فيما حققه من منجزات وابتكارات وخاصة في مجالات الكتابة وأدواتها وصنع العجلات والعمارة وموادها وصنع الفخار .
ومع استمرار تزايد عدد السكان واتساع الأسواق وتطور طرق النقل ووسائطه، دخلت الصناعة مرحلة جديدة برز فيها دور التجار في نقل السلع المصنوعة والمواد الأولية من أقاليم فيضها إلى أقاليم حاجتها. وصار ممكناً قيام صناعة ما في موقع لا يستهلكها، وربما معتمدة على مواد قد لا تكون موجودة في موقع تصنيعها. فصارت التجارة رديفة للصناعة، مغذية لها وعاملاً هاماً من عوامل نجاحها وتطورها. وفي كل ذلك كان العمل بالصناعة يدوياً، وربما أمكن الصناع الاستعانة بأدوات بسيطة كالدولاب في صنع الفخار وسواه، لذلك استمر حجم الإنتاج ضئيلاً والتجارة به بين البلدان والأقاليم والبلدات محدودة .
أهمية النشاط الصناعي :

4.1.2. أهمية الصناعة
تسهم الصناعة بدور إيجابي فاعل في تقوية بنية الاقتصاد القومي والإقليمي، وفي رفع مستويات العيش للشعوب التي نالت فيها الصناعة حظوة مبكرة من الاهتمام والتطور، وتجدّ شعوب العالم الأخرى في نيل نصيب من مزاياها العديدة وقطف بعض ثمارها التي يمكن إجمالها بما يأتي :-
أولاً : تعتمد الصناعة في توفير مستلزماتها السلعية على إنتاج الحرف الأولية Primary Industries : الزراعة والرعي، التحجير والتعدين، جمع ثروات الغابات، صيد حيوانات البر والبحر( ). وتعزيز الإنتاج الصناعي يتطلب توفير مزيد من المدخلات Inputs، مما يضيف طلباً على إنتاج هذه الحرف فيتولد حافز قوي لتنشيط الحركة الاقتصادية في تلك القطاعات، فتدور عجلة تطورها.
ثانياً : إن تطور الصناعة من شأنه توفير فرص عمل وتشغيل العمالة العاطلة، ومن أجل رفع كفاءة العمال تفتح مراكز للتدريب وتأهيل العاملين وتعليمهم إدارة المكائن والمعدات الحديثة التي يتم إدخالها باستمرار في العمليات الإنتاجية، مما ينعكس إيجاباً على البنية السكانية وهيكل العمالة، وثم رفع وتيرة التحضر Urbanization، بما يتضمنه ذلك من تطوير لمستوى التعليم والصحة والثقافة، وبناء أنماط جديدة من العلاقات الاجتماعية للعاملين في الصناعة ضمن مستويات العمل أو في مناطق سكناهم .
ثالثاً : وللصناعة دور هام في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لدور عملياتها الصناعية بإضافة قيمة كبيرة ومنفعة للمواد الداخلة في الإنتاج مما يضيف ثروة وغنىً للشعوب، فلا عجب أن نرى الشعوب في الدول الصناعية بمستوى عيش عال? ورفاه. من جهة أخرى فإن ارتفاع مستوى العيش يزيد الطلب على السلع الصناعية والخدمات فيوفر حافزاً إضافياً لحركة الاقتصاد ونموه .
رابعاً : ولكثير من الصناعات روابط مع غيرها، فبعض مصانعها تنتج سلعاً وسيطة، وهذا يشجع على إقامة مصانع أخرى تزودها بالمواد الأولية الوسيطة أو تستخدم منتجاتها كمواد أولية نصف مصنعة. ولهذا الترابط والتشابك دور إيجابي في التنمية الصناعية والاقتصادية عامة .
خامساً : تنتج الصناعة سلعاً نهائية : إنتاجية تساعد في تطوير قطاعات اقتصادية أخرى مثل الزراعة، النقل، الطاقة والخدمات الأخرى، وتنتج سلعاً أخرى استهلاكية لها دور في رفع المستوى المعاشي والحضاري للسكان خاصة عندما يتم تطوير هذه السلع تقنياً مع الزمن .
سادساً : والنشاط الصناعي يسبقه وقد يلازمه أو يليه تطوير للبنى الارتكازية Infrastructure وخدمات رأس المال الاجتماعي Social Capital والتسهيلات المالية والمصرفية Financial Facilities تسهم في تحسين أحوال السكان الاجتماعية والاقتصادية والسكانية .
سابعاً : وللصناعة تأثيرات غير مباشرة يحدث بعضها في الأمد المتوسط أو البعيد، فهي (أي الصناعة) توفر فرص عمل في قطاعات البناء والتشييد، نقل العاملين، التسويق والخزن، وتزيد في الطلب على السلع الزراعية والصناعية لاستهلاك العاملين فيه، فتتوفر فرص عمل إضافية في قطاعات اقتصادية وخدمية أخرى، وهو ما يدعى بمضاعف التأثير Multiplier Effect الذي تنفرد به الصناعة دون سواها .
ثامناً : تساعد الصناعة في استقرار الاقتصاد وحمايته من التقلبات المختلفة التي قد يتعرض لها لأسباب شتى، لدورها في توزيع مصادر الدخل، وتقوية العلاقات البينية بين قطاعات الاقتصاد .
تاسعاً : ولها أهمية لا تقل عما سبق تتعدى البعد القطاعي Sectorial Dimension إلى البعد المكاني Spatial Dimension، فمعظم الأنشطة الاقتصادية يرتبط نجاحها بالتوطن في مواقع معينة تتميز بتقديمها مزايا ومنافع عديدة للأنشطة القائمة فيها مثل المراكز الحضرية والصناعية الكبيرة، مما يحرم المواقع الأصغر من فرص النمو والتطور وقطف ثمارها فيحصل تباين واضح في مستويات التنمية والدخول بين إقليم وآخر. والصناعة هي الأكثر قدرة وسرعة على تقليص هذا التباين، فكثير من فروعها تتميز بإمكانية إقامتها في مواقع عديدة وإن اختلفت في خصائصها، فتقام فروع للصناعة في الأقاليم الأكثر فقراً لإحداث التنمية فيها وتحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي وخفض حدة التباين الإقليمي .
عاشراً : وفي التأثير المكاني، يمكن للصناعة أيضاً إحداث تغييرات أساسية في الاشتراك الفاعل لكل إقليم في إجمالي حركة الاقتصاد باختيار فروع صناعية معينة تتوافر لها مقومات محلية مثل احتياطات الثروة المعدنية أو إنتاج زراعي نباتي أو حيواني لم تستثمر بعد في الصناعة .
أحد عشر : تقوم الصناعة بتجهيز الاقتصاد القومي بالمنجزات العلمية الحديثة والأجهزة العلمية المتطورة وبما يوفر قاعدة علمية وتقنية .
اثنا عشر : التقدم الصناعي يسهم في ترسيخ الاستقلال السياسي والاقتصادي والقدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي .
التصنيف الصناعي Industrial Calcification
إن دراسة الحقائق الجغرافية منفردة بمعزل عن الحقائق الأخرى قد لا يعطي صورة واضحة لها، وقد يتطلب الأمر مقارنة بين ظواهرها، أو لأحوال ذات الظاهرة بين زمن وآخر. إلا أن اختلاف المفاهيم وعدم الاتفاق على حدودها ومضامينها قد يعطي ملامح غير دقيقة للظواهر قيد الدرس ويقود الى استنتاجات خاطئة عنها .
ونظراً الى أن الصناعة عالم واسع من المنتجات والعمليات والملكية وسواها، فقد اختلف الباحثون في أمر تصنيفها لتباين وجهات نظرهم من جانب واختلاف أسس واعتبارات كل تصنيف من جانب آخر.
3.2. التصنيف الدولي ISIC (International Standard Industrial Classification) نظراً للاختلافات الكبيرة بين الدول في نظرتها الى مفهوم ومحتوى النشاط الاقتصادي عامة والصناعي منه، وللنتائج السلبية التي تتركها تلك الاختلافات فقد سعت عصبة الأمم ومن بعدها الأمم المتحدة الى وضع تصنيف موحد للنشاط الاقتصادي ومستوياته (ومن ضمنه النشاط الصناعي) ، كي يتم اعتماده من قبل دول العالم. وبرغم وضع هذا التصنيف منذ وقت مبكر عام 1948، إلا أن تعديلات عدة أجريت عليه فأخذ شكله النهائي عام 1968 وهو السائد عالمياً في الوقت الحاضر .
2.3.2. أهمية التصنيف
يحقق اعتماد التصنيف الدولي جملة من الأهداف أهمها :
أولاً : يوفر إمكانية رسم صورة واقعية ودقيقة عن حالة الصناعة والكيفية التي تتوزع بها بين الأقاليم والبلدان .
ثانياً : عند اعتماد التصنيف يمكن إجراء مقارنات بين الدول لمعرفة واقع الصناعة فيها من دون أن يحدث أي تضليل في تلك المقارنات .
ثالثاً : يعطي صورة وافية عن حالة الهيكل الصناعي ويمّكن من متابعة تطوراته زمانياً .
رابعاً : يهئ الفرصة لمتابعة مراحل النمو الصناعي ومعرفة اتجاهات التغير ومدى مطابقتها للاتجاهات العالمية .
خامساً : يوفر معلومات كافية يستند عليها في وضع الخطط العامة والتفصيلية لمستقبل الصناعة ودورها في التنمية .

3- تصنيف النشاط الصناعي
الفرع الفصل الباب القسم نوع النشاط
2 صناعة التعدين والتحجير
1 2 استخراج الفحم الحجري بأنواعه
2 2 استخراج النفط الخام والغاز
3 2 استخراج خامات المعادن
1 3 2 استخراج خام الحديد
2 3 2 استخراج الخامات غير الحديدية
9 2 أنواع أخرى من التعدين
1 9 2 قطع الأحجار، الطحن، حفر الرمال
2 9 2 استخراج المعادن الكيمياوية والمخصبات
3 9 2 استخراج الملح
9 9 2 أنواع أخرى من التعدين





أما الصناعات التحويلية فقد صنفت كالآتي :

الفرع الفصل الباب القسم نوع النشاط
3 الصناعات التحويلية
1 3 صناعة المواد الغذائية والمشروبات والتبوغ
1 1 3 صناعة المواد الغذائية
1 1 1 3 الذبح وتهيئة اللحوم وحفظها
2 1 1 3 صناعة الألبان ومنتجاتها
3 1 1 3 تعليب وحفظ الفواكه والخضروات
4 1 1 3 حفظ وتعليب الأسماك والقشريات البحرية
5 1 1 3 صناعة الدهون والزيوت النباتية والحيوانية
6 1 1 3 طحن الغلال ومنتجاتها
7 1 1 3 صناعة منتجات الخبز
8 1 1 3 مصانع ومصافي السكر
9 1 1 3 صناعة الكاكاو والشيكولاتة
1 2 1 3 صناعة منتجات غذائية أخرى
2 2 1 3 صناعة الأغذية الجاهزة للحيوانات
3 1 3 صناعة المشروبات
4 1 3 صناعة التبوغ
2 3 صناعة المنسوجات والملابس والجلود
1 2 3 صناعة المنسوجات

1.3.2. أسس التصنيف
اعتمد التصنيف الدولي عدة أسس في تصنيف الصناعة مجتمعة أو منفردة وهي :
أولاً : المواد الأولية المستخدمة في الإنتاج، فوضعت الصناعات التي تستخدم مواداً أولية متماثلة في صنف واحد مثل تقسيم صناعات الأحذية الى قسمين قسم يشمل المصنوعة منها من الجلود ووضع ضمن باب المنسوجات وقسم آخر يشمل المصنوعة منها من المطاط والبلاستك ووضع ضمن باب الصناعات الكيمياوية .
ثانياُ : طبيعة العمليات الإنتاجية، فالصناعات المتماثلة بعملياتها الصناعية تفرد بصنف واحد كالصناعات الكيمياوية أو صناعات المكائن والمعدات .
ثالثاً : نوع الإنتاج الصناعي، فالمنتجات التي تدخل في جوف الإنسان والحيوان وضعت ضمن باب الصناعات الغذائية، والتي يرتديها في باب النسيجية، واستثنى التصنيف صناعة الأدوية فأدخلها ضمن الصناعات الكيمياوية باعتماد أساس آخر هو طبيعة العمليات الإنتاجية .
عوامل التوطن الصناعي :

تمهيد
يقوم النشاط الصناعي حيثما يرغب الإنسان في توقيعه، إلا أنه لا يتوطن إلاّ عندما تقام الصناعات في مواقعها المناسبة التي تتيسر لها كل أو أغلب مقومات توطنها. ورغبة الإنسان في اختيار مواقع صناعاته تبنى على عدة اعتبارات، يأتي في مقدمتها تحقيق قدر معقول من الربحية الاقتصادية. وفي الغالب فإن من العسير حصول ذلك ما لم تتهيأ للصناعة متطلبات موقعية عديدة في الموقع. ومتطلبات قيام وتوطن الصناعة قابلة للاستبدال Substitution ، فيعوض انخفاض كلفة أحدها عن ارتفاع كلفة آخر. وهي أيضاً ليست في حالة ثبات، فتتغير مع التطور الحضاري والعلمي الذي يبنيه الإنسان، وبتغير أحوال السكان .
والصناعات تتباين مع بعضها في أنواع ومقدار متطلباتها منها، كما تتباين الأقاليم والبلدان في قدرتها على إمداد الصناعة عامة أو بعض فروعها بمتطلباتها، ولذلك فلا بد من اختيار نوع وحجم وموقع مناسب للصناعة، مما يتطلب تهيئة خلفية نظرية لتعريف كل عامل? من عوامل قيام الصناعة ودوره في قيامها وتوطنها وفي تحديد مواقعها . وفيما يلي عرض لهذه العوامل وتفصيل لأثرها المشار إليه :

1.3.العوامل الطبيعية Natural Factors
تهيئ الطبيعة للإنسان إمكانات متباينة في سعتها وفقرها بين إقليم وآخر. وقد عمل الإنسان على استغلال ما أُتيح له من ثروات وإمكانات، وحاول جاهداً مواجهة مصاعب الطبيعة وقحطها، وحقق نجاحات متباينة تتناسب ومقدار ماهيأ لكفاحة من قدرات عقلية وعلمية والتي هي في تطور مستمر. ومع هذا فإن الطبيعة تبقى موجهة له في كثير من ظروف وأساليب عيشه، سواء في عونها أو في عنتها. وكلما كان الإنسان متبحراً بأحوال بيئته، صار أكثر قدرة على الاستفادة مما وهبته من موارد في بناء صرحه الحضاري الذي يسعى لبناءه، حيث تعد الصناعة إحدى ركائزه الأساسية ووسيلة هامة لبلوغه في ذات الوقت.

3- تصنيف النشاط الصناعي
الفرع الفصل الباب القسم نوع النشاط
2 صناعة التعدين والتحجير
1 2 استخراج الفحم الحجري بأنواعه
2 2 استخراج النفط الخام والغاز
3 2 استخراج خامات المعادن
1 3 2 استخراج خام الحديد
2 3 2 استخراج الخامات غير الحديدية
9 2 أنواع أخرى من التعدين
1 9 2 قطع الأحجار، الطحن، حفر الرمال
2 9 2 استخراج المعادن الكيمياوية والمخصبات
3 9 2 استخراج الملح
9 9 2 أنواع أخرى من التعدين





أما الصناعات التحويلية فقد صنفت كالآتي :

الفرع الفصل الباب القسم نوع النشاط
3 الصناعات التحويلية
1 3 صناعة المواد الغذائية والمشروبات والتبوغ
1 1 3 صناعة المواد الغذائية
1 1 1 3 الذبح وتهيئة اللحوم وحفظها
2 1 1 3 صناعة الألبان ومنتجاتها
3 1 1 3 تعليب وحفظ الفواكه والخضروات
4 1 1 3 حفظ وتعليب الأسماك والقشريات البحرية
5 1 1 3 صناعة الدهون والزيوت النباتية والحيوانية
6 1 1 3 طحن الغلال ومنتجاتها
7 1 1 3 صناعة منتجات الخبز
8 1 1 3 مصانع ومصافي السكر
9 1 1 3 صناعة الكاكاو والشيكولاتة
1 2 1 3 صناعة منتجات غذائية أخرى
2 2 1 3 صناعة الأغذية الجاهزة للحيوانات
3 1 3 صناعة المشروبات
4 1 3 صناعة التبوغ
2 3 صناعة المنسوجات والملابس والجلود
1 2 3 صناعة المنسوجات
1.3.2. أسس التصنيف
اعتمد التصنيف الدولي عدة أسس في تصنيف الصناعة مجتمعة أو منفردة وهي :
أولاً : المواد الأولية المستخدمة في الإنتاج، فوضعت الصناعات التي تستخدم مواداً أولية متماثلة في صنف واحد مثل تقسيم صناعات الأحذية الى قسمين قسم يشمل المصنوعة منها من الجلود ووضع ضمن باب المنسوجات وقسم آخر يشمل المصنوعة منها من المطاط والبلاستك ووضع ضمن باب الصناعات الكيمياوية .
ثانياُ : طبيعة العمليات الإنتاجية، فالصناعات المتماثلة بعملياتها الصناعية تفرد بصنف واحد كالصناعات الكيمياوية أو صناعات المكائن والمعدات .
ثالثاً : نوع الإنتاج الصناعي، فالمنتجات التي تدخل في جوف الإنسان والحيوان وضعت ضمن باب الصناعات الغذائية، والتي يرتديها في باب النسيجية، واستثنى التصنيف صناعة الأدوية فأدخلها ضمن الصناعات الكيمياوية باعتماد أساس آخر هو طبيعة العمليات الإنتاجية .

محاضرة رقم 9 عوامل التوطن الصناعي :
تمهيد
يقوم النشاط الصناعي حيثما يرغب الإنسان في توقيعه، إلا أنه لا يتوطن إلاّ عندما تقام الصناعات في مواقعها المناسبة التي تتيسر لها كل أو أغلب مقومات توطنها. ورغبة الإنسان في اختيار مواقع صناعاته تبنى على عدة اعتبارات، يأتي في مقدمتها تحقيق قدر معقول من الربحية الاقتصادية. وفي الغالب فإن من العسير حصول ذلك ما لم تتهيأ للصناعة متطلبات موقعية عديدة في الموقع. ومتطلبات قيام وتوطن الصناعة قابلة للاستبدال Substitution ، فيعوض انخفاض كلفة أحدها عن ارتفاع كلفة آخر. وهي أيضاً ليست في حالة ثبات، فتتغير مع التطور الحضاري والعلمي الذي يبنيه الإنسان، وبتغير أحوال السكان .
والصناعات تتباين مع بعضها في أنواع ومقدار متطلباتها منها، كما تتباين الأقاليم والبلدان في قدرتها على إمداد الصناعة عامة أو بعض فروعها بمتطلباتها، ولذلك فلا بد من اختيار نوع وحجم وموقع مناسب للصناعة، مما يتطلب تهيئة خلفية نظرية لتعريف كل عامل? من عوامل قيام الصناعة ودوره في قيامها وتوطنها وفي تحديد مواقعها . وفيما يلي عرض لهذه العوامل وتفصيل لأثرها المشار إليه :
العوامل الطبيعية Natural Factors
تهيئ الطبيعة للإنسان إمكانات متباينة في سعتها وفقرها بين إقليم وآخر. وقد عمل الإنسان على استغلال ما أُتيح له من ثروات وإمكانات، وحاول جاهداً مواجهة مصاعب الطبيعة وقحطها، وحقق نجاحات متباينة تتناسب ومقدار ماهيأ لكفاحة من قدرات عقلية وعلمية والتي هي في تطور مستمر. ومع هذا فإن الطبيعة تبقى موجهة له في كثير من ظروف وأساليب عيشه، سواء في عونها أو في عنتها. وكلما كان الإنسان متبحراً بأحوال بيئته، صار أكثر قدرة على الاستفادة مما وهبته من موارد في بناء صرحه الحضاري الذي يسعى لبناءه، حيث تعد الصناعة إحدى ركائزه الأساسية ووسيلة هامة لبلوغه في ذات الوقت.
العوامل الاقتصادية Economic Factors
توفر الطبيعة للإنسان فرصاً بقدر , عليه أن يحسن استثمارها لإقامة أنشطته الاقتصادية ومنها الصناعية، إلا أن عليه تهيئة مطالب أخرى لا تقل أهمية عما أجادت به الطبيعة ومنها اقتصادية وسكانية. والاقتصادية منها تهيئه الطبيعة أيضاً إلا أن عليه عبء تحضيرها للاستخدام في الصناعة كالخامات ومصادر الطاقة، وأخرى عليها إيجادها كطرق النقل ووسائطه ورؤوس الأموال.
وبعض هذه المتطلبات قد لا يخدم وجودها الصناعة فحسب بل أيضاً الإنسان في أنشطة أخرى له كالتجارة والخدمات مثلاً، إلا أنها تظل حيوية لصناعاته، وقد يكون أمر قيام الصناعة وتوطنها مرهوناً بوفرة مناسبة من هذه الإمكانات.
والعوامل الاقتصادية متنوعة ومتداخلة الأثر بعلاقاتها ببعضها ومن ثم في أثرها على الصناعة .
وفيما يلي استعراض لهذه العوامل وأهميتها للصناعة ومواقعها :-

1.2.3. المواد الأولية Raw Materials
وهي المواد التي تصنع منها السلع المختلفة التي يستخدمها الإنسان، وهذه قد تكون نباتية أو حيوانية أو معدنية. وقد تكون من منتجات الحرف الأولية كالقمح الذي يصنع منه الطحين، والحيوانات التي يتم تحويلها الى لحوم وجلود بعد ذبحها. كما يمكن أن تكون من إنتاج الصناعات الأولية كالطحين الذي يصنع منه الخبز، واللحم الذي يحول الى معلبات والجلود الى منتجات جلدية. ويمكن أن تكون مواد نصف مصنعة من إنتاج الصناعات التحويلية المختلفة كالحبيبات البلاستيكية التي تستخدم في صناعات عديدة نهائية يستخدمها الإنسان مباشرة .
2.2.3. السوق Market
السوق مكان لبيع وشراء المواد الأولية ومصادر الطاقة والمنتجات الصناعية. إن بيع الإنتاج في الأسواق هو أحد الأركان الأساسية للعملية الإنتاجية. والسوق يمكن أن يكون محلياً أو خارجياً، في قرية أو مدينة أو إقليم، قريباً أو بعيداً عن موقع المصنع .
يعد السوق أحد المستلزمات الهامة لقيام ونجاح الصناعة، ولا فرق في ذلك إن كان السوق داخلياً أو خارجياً، وصحيح أن صناعات كثيرة يمكن أن تحصد النجاح المطلوب معتمدة على أسواق خارجية، إلا أن السوق المحلية تظل المدخل الأول للصناعة نحو ولوج الأسواق الخارجية وضمانة لها عند حصول تغيرات هامة في مستويات الطلب، كما أنه ليس بوسع جميع الصناعات دائماً الحصول على أسواق خارجية لأسباب شتى .
3.2.3. رأس المال Capital
كانت الصناعات في العصور القديمة تقوم بحجوم صغيرة وبطاقات إنتاجية محدودة، فلم تكن بحاجة الى رأس مال كبير، إلا أن الثورة الصناعية أثمرت عن الإفادة من مزايا الإنتاج الواسع للمشاريع القائمة أو التي قامت لاحقاً، والمشاريع الحديثة أصبحت اليوم تقوم ابتداءاً بطاقات إنتاجية كبيرة مما يتطلب قيامها لرأس مال كبير كضرورة لإقامة الأبنية، شراء المكائن والمعدات، شراء المواد الأولية والوقود، دفع أجور العاملين وأجور النقل، قيمة الأرض أو إيجارها ... الخ .
3. مصادر الطاقة Energy Recourses
الطاقة هي القابلية الكامنة في أية مادة على إداء عمل . وهي لا ترى ولكن آثارها تبدو في شكل أو آخر، وتكون على شكل حرارة بالحرق المباشر لمصادرها، وتكون على شكل قدرة محركة عند تحويل تلك المصادر الى طاقة بخارية، وتكون على شكل قدرة حرارية وقدرة محركة في آن واحد عند تحويلها الى طاقة كهربائية( ) .
وتقسم الطاقة الى صنفين : ناضبة ومتجددة . فالناضبة هي المصادر التي لا يتم تعويضها تلقائياً واحتياطاتها محدودة، وقد يأتي اليوم الذي تستنفذ فيه تلك المصادر كالنفط والغاز والفحم . أما المتجددة فهي التي تتجدد مصادرها ولا تنفذ بالاستخدام كالطاقة الشمسية وطاقة الريح والماء .
استخدم الإنسان في العصور القديمة عضلاته وعضلات الحيوان والخشب والرياح والماء كمصادر للطاقة ولا يزال يستخدمها حتى الآن . وفي القرن الثالث عشر استخدم الفحم كمصدر للوقود في توليد الحرارة، ولكن في أواخر القرن السابع عشر استخدمه مصدراً للطاقة في توليد البخار وثم في توليد الحركة . ويعتبر هذا الاستخدام حداً فاصلاً في استخدام مصادر الطاقة لكونه جاء مرافقاً للثورة الصناعية .
5.2.3. النقل والاتصال Transportation and Communication
في النصف الثاني من القرن الثامن عشر كانت البضائع تتحرك على طرق فقيرة وبمشقة حتى تم ابتكار الطرق والقنوات المائية . وجاء تطوير السكك الحديدية بمثابة حدث هام كان له انعكاسات إيجابية هامة على الصناعة، فالسكك لم تساعد على زيادة السرعة فحسب بل الى خلق أنماط جديدة من الحركة، وبذلك حصل الصناعيون على تسهيلات لتوقيع مصانعهم بجوار الطرق المائية أو السكك الحديدية . وما أن جاء عصر السيارات واختراع مكائن الاحتراق الداخلي حتى حدثت ثورة في مجال النقل، فيما شهدت العقود الأخيرة تطورات أخرى بإضافة أنماط جديدة كالنقل بالأنابيب والنقل المعلق وأنظمة الحاويات وتطوير وسائط النقل مما له أثر هام على الصناعة .
6.2.3. وفورات التكتل Agglomeration Economies
وتتضمن المنافع الاقتصادية وغير الاقتصادية التي تتمتع بها الصناعات القائمة أو التي تقوم في أو بجوار التجمعات السكانية الحضرية الكبيرة ومناطق التكتلات الصناعية الضخمة? ، وهي كبيرة ومتنوعة، مما جعل هذه المناطق ذات قدرة عالية على جذب المزيد من الأنشطة الصناعية .
وإذا كانت المواد الأولية والسوق وربما مصادر الطاقة فيما مضى الأكثر جذباً فإن مناطق التكتل حالياً قد أصبحت تنافس العوامل التقليدية نفوذاً وقد تتعداها في إغراءها أصحاب مشاريع الصناعة لاختيار المدن الكبيرة ومراكز الصناعة موقعاً لمصانعهم، أو حتى مجاورتها في أقل تقدير، لما يتوفر فيها من منافع اقتصادية وخدمات تساعدهم في خفض كلف الإنشاء ابتداءاً وثم خفض كلف الإنتاج والتسويق لاحقاً، فضلاً عن المداخل السهلة نحو المدخلات والأسواق .
ومن المتوقع استمرار وربما تصاعد أثر هذه الوفورات في اجتذاب مواقع الصناعة ما لم تتحول اقتصاديات الموقع ومنافعه الى عبء اقتصادي ثقيل على الصناعات القائمة في الموقع ما ستتم مناقشته لاحقاً?* .
- العوامل السكانية :

3.3. العوامل السكانية Population Factors
وتضم مجموعة متنوعة من العوامل منها ما يتناول قوة العمل ودور الدولة في التأثير على النشاط الصناعي، إضافة للعوامل الشخصية . وفيما يأتي تفصيل لكل منها :-

1.3.3. قوة العمل Labour Force
وهم المشتغلون فعلاً في النشاط الصناعي، وقوة العمل المهيأة للعمل فيه أو التي يمكن استثمار طاقاتها فيه . ولقوة العمل دور متعدد الوجوه في تأثيرها على الصناعة، فهم العاملون وهم المستهلكون، وشرائح منهم تقدم خدماتها المتنوعة للمصانع ولعمليات الإنتاج بمراحلها كافة، وعليهم عبء إدارة الإنتاج والتسويق .
2.3.3. التدخل الحكومي Government Intervention
لا يقتصر دور الدولة وتدخلها في الصناعة على الدول التي تعتمد منهج التخطيط المركزي، بل يتعداه إلى الأنظمة الرأسمالية أيضاً في أحيان عديدة، لكن هذا التدخل يتخذ أساليب وأبعاد أخرى . وإجمالاً يهدف التدخل الى إنجاز كل أو بعض الأهداف الآتية :-
أولاً : الحصول على ربحية اقتصادية تتمثل بالأرباح التي تجنيها المشاريع الصناعية .
ثانياً : تنويع مصادر الدخل في البلاد، وعدم اقتصارها على موارد معينة وأنشطة محدودة كاستخراج النفط والمعادن مثلاً .
ثالثاً : تطوير بعض الأقاليم المتخلفة اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً عن طريق إقامة صناعات فيها، وبالتالي تحفيز النشاط الاقتصادي عامة فيها .
رابعاً : توفير فرص عمل إضافية وخاصة في الأقاليم التي تعاني من البطالة .
خامساً : التأثير إيجابياً في الصناعات القائمة، بإقامة أو تطوير فروع معينة منها توفر سلعاً نصف مصنعة، وأخرى تستخدمها كمدخلات، مما يسهم في تقوية الروابط الصناعية ويخلق وفورات خارجية ويقلل من كلف النقل.
3.3.3. العامل الشخصي
يختار صاحب رأس المال بموجب هذا الاعتبار الموقع لمصنعه بما يناسب رغبته الشخصية، حتى وإن كان هذا الموقع غير مثالي للصناعة، فهو قد يكتفي بما يعتقده من أرباح معقولة ( وهي نسبية ) لنشاطه الصناعي في موقع معين يفضله على مواقع أخرى محتملة مع أنها قد تحقق له ربحية أعلى، هذا القرار قد يتخذ لدوافع شخصية شتى منها مثلاً تفضيله الإشراف الشخصي المباشر على العمل في موقع قريب، أو لأسباب نفسية واجتماعية، وهي عموماً اعتبارات يصعب قياسها وتتباين في أثرها من شخص لآخر .


العوامل السكانية Population Factors
وتضم مجموعة متنوعة من العوامل منها ما يتناول قوة العمل ودور الدولة في التأثير على النشاط الصناعي، إضافة للعوامل الشخصية . وفيما يأتي تفصيل لكل منها :-

1.3.3. قوة العمل Labour Force
وهم المشتغلون فعلاً في النشاط الصناعي، وقوة العمل المهيأة للعمل فيه أو التي يمكن استثمار طاقاتها فيه . ولقوة العمل دور متعدد الوجوه في تأثيرها على الصناعة، فهم العاملون وهم المستهلكون، وشرائح منهم تقدم خدماتها المتنوعة للمصانع ولعمليات الإنتاج بمراحلها كافة، وعليهم عبء إدارة الإنتاج والتسويق .
2.3.3. التدخل الحكومي Government Intervention
لا يقتصر دور الدولة وتدخلها في الصناعة على الدول التي تعتمد منهج التخطيط المركزي، بل يتعداه إلى الأنظمة الرأسمالية أيضاً في أحيان عديدة، لكن هذا التدخل يتخذ أساليب وأبعاد أخرى . وإجمالاً يهدف التدخل الى إنجاز كل أو بعض الأهداف الآتية :-
أولاً : الحصول على ربحية اقتصادية تتمثل بالأرباح التي تجنيها المشاريع الصناعية .
ثانياً : تنويع مصادر الدخل في البلاد، وعدم اقتصارها على موارد معينة وأنشطة محدودة كاستخراج النفط والمعادن مثلاً .
ثالثاً : تطوير بعض الأقاليم المتخلفة اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً عن طريق إقامة صناعات فيها، وبالتالي تحفيز النشاط الاقتصادي عامة فيها .
رابعاً : توفير فرص عمل إضافية وخاصة في الأقاليم التي تعاني من البطالة .
خامساً : التأثير إيجابياً في الصناعات القائمة، بإقامة أو تطوير فروع معينة منها توفر سلعاً نصف مصنعة، وأخرى تستخدمها كمدخلات، مما يسهم في تقوية الروابط الصناعية ويخلق وفورات خارجية ويقلل من كلف النقل.
3.3.3. العامل الشخصي
يختار صاحب رأس المال بموجب هذا الاعتبار الموقع لمصنعه بما يناسب رغبته الشخصية، حتى وإن كان هذا الموقع غير مثالي للصناعة، فهو قد يكتفي بما يعتقده من أرباح معقولة ( وهي نسبية ) لنشاطه الصناعي في موقع معين يفضله على مواقع أخرى محتملة مع أنها قد تحقق له ربحية أعلى، هذا القرار قد يتخذ لدوافع شخصية شتى منها مثلاً تفضيله الإشراف الشخصي المباشر على العمل في موقع قريب، أو لأسباب نفسية واجتماعية، وهي عموماً اعتبارات يصعب قياسها وتتباين في أثرها من شخص لآخر .

خصائص البيئة الجغرافية وأثرها في بناء أنماط المواقع الصناعية
يهدف النشاط الصناعي الى توفير احتياجات الإنسان من السلع والمعدات الصناعية، وفي ذات الوقت يمثل الإنسان عنصراً أساسياً في العملية الإنتاجية باعتباره القائم بها، وفي نقل المدخلات، وفي تسويق الإنتاج، لذلك يكون الترابط بين مواقع الصناعة ومواقع الاستيطان البشري عميقاً وكثيراًَ ما يتداخلان معاً أو يتجاوران .
وفي الماضي كانت الصناعات تتداخل في مواقعها مع مواقع سكنى الإنسان، إلا أن معظم الصناعات الآن أصبحت أكثر تحرراً من هذا الارتباط بسبب الخدمات الجليلة التي قدمها تطور النقل ووسائطه للإنسان . ومع هذا فقد ظلت صناعات عديدة غير بعيدة عن مساكن الإنسان مثل تلك التي ترتبط باحتياجات الإنسان الآنية كالمخبوزات، المعجنات، المثلجات، تحضير وحفظ الأطعمة، والمشروبات الغازية، وربما كان متعذراً أن نجد مستقراً بشرياً كبيراً كان أم صغيراً يخلو من مثل هذه الصناعات . إلا أن كثيراً من الصناعات لم يعد مناسباً إقامتها قريباً من مواقع السكن لتأثيراتها السلبية على حياة الإنسان : صحته وراحته . ومع هذا فلم يكن ممكناً إبعاد بعضها مسافات بعيدة، لكنها على الأقل صارت تقوم بمواقع خاصة وعلى بعد مناسب من التركزات السكانية، فلا تعرضها لسلبيات التداخل ومستفيدة في نفس الوقت من مزايا المواقع الخارجية حيث تتوفر مساحات واسعة من الأراضي منخفضة الأسعار، ثم حصل التغير الهائل في مجال مواقع الصناعة عندما تبين أن تجاور الصناعات من بعضها وقريباً من مواقع التجمعات السكانية الكبيرة يحقق لهذه الصناعات مزايا كبيرة تقود الى خفض كبير في كلف الإنتاج وبالتالي قدرة الصناعات على الاستمرار والتطور في ظل سوق المنافسة .
إن مجاورة الصناعات للتجمعات السكانية الحضرية وثم تجاور الصناعات مع بعضها وفر لها مزايا ووفورات اقتصادية هائلة ُدعيت بوفورات التكتل التي أسهمت بتوليد قوة جذب صناعي لمكان وفرتها، نجم عنها قيام تجمعات صناعية ضخمة لها أهميتها ليس على مستوى الأقاليم بل الدول وعلى المستوى العالمي أيضاً.
وهذه المناطق قد تنمو بشكل تلقائي لما توفره البيئة الجغرافية المحلية من مقومات للنشاط الصناعي . وقد تنشأ لأسباب تخطيطية، فتختارها جهات مركزية أو إقليمية، معتمدة على ذات المبررات، وهي قدرة الموقع على توفير مزايا للصناعات القائمة والإنتاج بكلف منخفضة مقارنة بمواقع أخرى .
إن مقومات الموقع الصناعي وإمكانات إقليمه المحيط وما يمتلكه من موارد محلية يمكن استخدامها في عمليات الإنتاج الصناعي بكلف منخفضة نسبياً مثل الموارد المعدنية أو الإنتاج الزراعي الذي يمكن الإفادة منه كمدخلات للصناعة، مصادر طاقة قليلة التكاليف ومتاحة للاستخدام، عرض وافر لقوة العمل بإنتاجية عالية مقارنة بالأمور، توطن مهارات في فروع صناعية معينة، وفرة موارد المياه لاستخدامها في العمليات الصناعية، موقع جغرافي فريد يتمتع بسهولة الاتصال مع الأسواق الخارجية مثل الموانئ، موقع آخر يتوسط منطقة السوق أو منطقة الحصول على مستلزمات الإنتاج الرئيسة على الأقل، موقع مماثل يتمتع بمزايا سياسية واقتصادية مثل مناطق التجارة الحرة في عدة موانئ عالمية، مواقع تتيسر لها تسهيلات نقل رخيصة مثل عقد المواصلات أو تلك التي تقع على أنهار أو بحيرات صالحة للملاحة، نقاط الاتصال بين أقاليم جغرافية متباينة، هذا إضافة لما تقدم ذكره بالنسبة لمناطق التكتل الحضري والصناعي ومزاياها الموقعية، مثل هذه المواقع توفر مقومات نجاح وتطور الصناعات المقامة فيها وقد تتحول الى مناطق صناعية هامة . أي أن الصناعة فيها تأخذ نمطاً معيناً من أنماط مواقع الصناعة وبما يتناسب وخصائص المكان( ) .


د.محمد الموسوي
Admin

المساهمات : 41
تاريخ التسجيل : 27/03/2017

https://alshra-com.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى